المشهد اليمني الأول| بيروت
في الذكرى الرابعة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، أكدت الفصائل الفلسطينية مجدداً على واجب محاسبة إسرائيل والمتورّطين في هذه الجريمة على اعتبار أنّ الاستمرار في رفع المسؤولية عن المرتكبين استمرار للمجزرة ولإباحة دم الضحايا والحق الفلسطيني.
وأشارت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” في بيان لها، إلى أنه “بعد مرور ثلاثة عقود على المجزرة ما زالت إسرائيل بجيشها وجنودها الذين ارتكبوا المجزرة يتحركون بحرية ولا يجدون من يلاحقهم بل يرتكبون المزيد من المجارز بحق الشعب الفلسطيني“.
وطالبت بـ”إعادة فتح ملف صبرا وشاتيلا سواء عبر المحكمة الجنائية الدولية أو من خلال مجلس الأمن الدولي بإعادة الاعتبار إلى صدقية القانون الدولي عبر محاكمة مرتكبي هذه المجزرة ومدبريها وعزل إسرائيل على المستوى”.
وأضافت أنّ هذه الجريمة وغيرها من الجرائم المتراكمة في سجل العدو الإسرائيلي لن تنجح في منع “التمسّك الفلسطيني بحق العودة وبالقضية الفلسطينية”.
ومن جهتها، أكدت حركة “حماس” في بيان على أنّ “المجزرة مستمرة طالما أنّ المجرم يأمن من العقاب، فإنه يستمر في جرائمه المتعاقبة ضد الإنسانية”.
وطالبت بـ”إنصاف ضحايا المجازر وأخذ حقوقها وتقديم القتلة لمحكمة الجنايات الدولية لارتكابهم جرائم حرب ضد الإنسانية”، مؤكدة على وجوب “المحافظة على روح المسؤولية للحفاظ على المخيمات الفلسطينية في لبنان بإبعاد شبح التعاطي الأمني معها”.
وإحياءً لهذه الذكرى، نظمّت بلدية الغبيري (مدخل بيروت الجنوبي) مهرجاناً حاشداً بالتعاون مع لجنة إحياء ذكرى المجزرة بحضور ممثلين عن الفصائل والقوى الفلسطينية والأحزاب اللبنانية وفاعليات مدنية وأهلية.
وتم خلال المهرجان التأكيد على الحق الفلسطيني والعدالة المنقوصة في قضية صبرا وشاتيلا وفي المجازر المرتكبة عموماً بحق الشعب الفلسطيني. واختتم المهرجان بمسيرة باتجاه مقبرة شهداء صبرا وشاتيلا، حيث وضع المشاركون أكاليل الزهر على أضرحة الشهداء بحضور فرقة كشفية.
ماهي مجزرة صبرا وشاتيلا كم عدد شهدائها ومن المسؤول
مجزرة “صبرا وشاتيلا”، التي وقعت في 16 من سبتمبر عام 1982،واستمرت لمدة ثلاثة أيام من 16إلى 18 سبتمبر وسقط عدد كبير من الشهداء في المذبحة من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل، غالبيتهم من الفلسطينيين، ومن بينهم لبنانيون أيضا، وقدر عدد الشهداء وقتها بين 3500 إلى 5000 شهيد من أصل عشرين ألف نسمة كانوا يسكنون صبرا وشاتيلا وقت حدوث المجزرة.
ورغم مرور 31 عاماً، مازال ضحايا المجزرة، التي تعتبر واحدة من أبشع المجازر في تاريخ الإنسانية والشعب الفلسطيني، ينتظرون أن تتم محاكمة المسئولين عنها، خصوصاً وأن محاكمات عدة جرت لأشخاص اعتبروا مسئولين عن مجازر أخرى ارتكبت في مناطق مختلفة من العالم، وخصوصاً تلك في البوسنة والهرسك.
من المسؤول ؟
وعلى الجانب الأخر أظهرت سجلات اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلي عام1983 أن إسرائيل مسئولة بشكل غير مباشر عن مجزرة صبرا وشاتيلا والتي وقعت عام1982.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية اليوم في مارس 2013 أن الوثائق الإسرائيلية التي خرجت للعامة الأسبوع الماضي، كشفت جزئيا عن سجلات اجتماعات مجلس الوزراء لعام 1983 التي ركزت على النتائج التي توصلت إليها “لجنة كاهان” للتحقيق في مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 .
ولفتت الصحيفة أنه خلال عرض للنتائج التي توصلت إليها اللجنة بمجلس الوزراء، أشار وزير العدلء في ذلك الوقتء موشيه نسيم إلى أن اللجنة لم تجد أن إسرائيل مسئولة مسئولية مباشرة عن المجزرة ولكن تقع عليها مسئولية غير مباشرة.
ووفقا لما أوردته الصحيفة فإن مجزرة صبرا وشاتيلا وقعت في عام 1982 وقتل خلالها حوالى 3000 من المدنيين اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين ونفذتها مليشيات الكتائب ألموالية لإسرائيلء مضيفة أن المجزرة وقعت خلال حرب إسرائيل مع لبنان، حيث كانت قوات الجيش الإسرائيلي التي غزت لبنان في محيط المخيمات عندما وقعت المذبحة، ويشتبه في أنها سمحت بأعمال القتل من خلال تمكين قوات الكتائب من الدخول إلى مخيمات اللاجئين.
ووفقا لتقرير اللجنة، فإن قرار السماح للكتائب بالدخول إلى مخيم اللاجئين كان من أجل منع المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي، بعد مقتل المئات خلال بضعة أشهر في لبنان، والخضوع إلى صرخات استياء الجمهور الإسرائيلي من حقيقة أن الكتائب تستفيد من الحرب دون المشاركة فيها”.